الصابوني قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد قال: حدّثنا أبو يوسف الوحاظي الأزهر بن بسطام بن رستم الحسن بن يعقوب قالوا : حدّثنا عيسى بن المستفاد. وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب وقد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران قال: حدّثنا يحيى بن محمّد القصباني، عن عبيد الله بن الفضل»(١) فتراه عندما لم يقتنع بصحّة الطريق الأوّل أردفه بالطريق الذي كان يرتضيه والملفت للنظر أنّه الطريق الذي تبدأ بشيخه ابن الجندي.
وممّا يزيد الفكرة إيضاحاً أنّ النجاشي ترجم لأستاذه الآخر وهو الشيخ أحمد بن عبد الواحد ولم يستخدم لفظة (ثقة) حيث قال: «أبو عبد الله شيخنا المعروف بابن عبدون. له كتب، منها : [كتاب] أخبار السيّد بن محمّد، كتاب تاريخ، كتاب تفسير خطبة فاطمة عليهاالسلام معربة، كتاب عمل الجمعة، كتاب الحديثين المختلفين، أخبرنا بسائرها، وكان قويّاً في الأدب، قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب، وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمّد القرشي المعروف بابن الزبير، وكان علوّاً في الوقت»(٢) فهل يا ترى يدور في خلدك أنّ النجاشي لم يتأكّد بعد من وثاقة شيخه على الرغم من هذه المدائح؟
٢ ـ بالنسبة لعدم توثيق الشيخ الطوسي له فيبدو لنا أنّ هناك عدداً من العوامل تسبّبت بشكل أو بآخر في ذلك أحدها اشتهار الشيخ ابن الجندي ووثاقته
__________________
(١) رجال النجاشي: ٢٩٨ رقم ٨٠٩.
(٢) رجال النجاشي: ٨٧ رقم ٢١١.