إطلاقاً.
أمّا كتابه الرجال فالأمر فيه أوضح بكثير حيث إنّ الشيخ لم يهدف فيه إلاّ إلى ذكر أصحاب المعصومين عليهمالسلام ولم يعنِه قطّ ذكر وثاقتهم أو ضعفهم كما يتّضح ذلك جليّاً من خطبة الكتاب وتتبّع منهجه في ترجمة الرواة في هذا الكتاب.
٣ ـ أمّا بالنسبة لتضعيف العامّة له فمردّ الكثير من طعونهم كما مرّ معنا إلى أبي القاسم الأزهري (٣٥٥ ـ ٤٣٥ق) وهو أستاذ الخطيب البغدادي وقد وجّه طعوناً إلى شيخنا ابن الجندي وهي كالتالي:
ألف) قال: «ليس بشيء» ومن حقّنا أن نسأل الأزهري عن السبب في ذلك؟ فهل رأى منه منكراً أو إضاعة طاعة أم ماذا؟ وسيتّضح الجواب لنا بعد قليل.
ب) قال أيضاً: «حضرت ابن الجندي وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الأنواع الذي سمعه فقال لي أبو عبد اللّه بن الآبنوسي: ليس هذا سماعه، وإنّما رأى نسخة على ترجمتها اسم وافق اسمه فادّعى ذلك». ولنا أن نسأله من جديد: كيف تدّعي الكذب والتدليس على شيخ شهير من شيوخ الإجازة ولم يوافقك على هذا الاتّهام أحد؟ لولا تأتي عليه بسلطان بيّن؟
والطريف في الأمر أنّ الراوي الشيعي لو أطاح بمنزلته العلمية مجرّد ما يوصم به من افتراءات ـ ولا سيّما إذا كان من يكيل له التهم من العامّة ـ لكان الأولى بالشيخ الآبنوسي أن يبدأ بنفسه ويدلّل على أهليّته العلمية أوّلاً ثمّ يناقش منهج الآخر المخالف له في المذهب وذلك لأنّ الخطيب البغدادي وهو من العامّة أنفسهم كشف عن حقيقة مرّة في المنهج العلمي للشيخ الآبنوسي ويتّهمه بنفس