أبي محمّد الحسن بن محمّد الخلاّل وهو من أساتذة الخطيب البغدادي المشهورين والذي روى عنه الخطيب في تاريخه (٥٨٤) نصّاً ـ وفقاً للإحصاء الذي قدّمه مصطفى عبد القادر عطا محقّق تاريخ بغداد(١) ـ والخلاّل هذا أحد أهمّ تلامذة الشيخ ابن الجندي ـ كما سنلاحظ ـ والجدير بالذكر أنّ كمّاً هائلاً من مرويّات الخلاّل في تاريخ بغداد إنّما هي عن ابن الجندي ـ وسنشير إلى موضعها فيما بعد ـ وقد وصف الخطيب الخلاّل قائلاً: «كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبّه»(٢).
وإلى جانب ذلك كلّه فيجب أن نأخذ في الحسبان أنّ النجاشي نسب كتاب الأنواع إلى ابن الجندي صراحةً ودون أيّ تردّد بل حضر بعض المجالس التي قرأ فيها الكتاب على ابن الجندي كما أسلفنا فلو وقف على تدليس وانتحال ادّعاء السماع كاذباً لم يتردّد في اتّخاذ موقف حاسم منه متمثّل في الإحجام عن الرواية عنه ومن الطريف أنّ النجاشي قد ترجم بعد ابن الجندي للشيخ أبي عبد الله أحمد ابن محمّد بن عبيد الله بن عيّاش الجوهري (م ٤٠١ ق) دون أيّ فاصل فقال في نهاية ترجمته: «رأيت هذا الشيخ، وكان صديقاً لي ولوالدي، وسمعت منه شيئاً كثيراً، ورأيت شيوخنا يُضعّفونه، فلم أروِ عنه شيئاً تجنّبته، وكان من أهل العلم والأدب القويّ وطيّب الشعر وحسن الخطّ، رحمه الله وسامحه»(٣).
__________________
(١) تاريخ بغداد ١ / ٦.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٧.
(٣) رجال النجاشي: ٨٦ رقم ٢٠٧.