السِّفْر الذي لايُستغنى عنه والمصدر الذي سدّ فراغاً في المكتبة الفقهية طالماً ظلّ شاغراً.
وقد تصدّى المحقّق الكركي مؤسّس المسلك الفقهي الاستدلالي ـ والذي يُعدّ الفاضل الهندي من أتباع هذا المسلك ـ لشرح كتاب القواعد قبل الفاضل الهندي ، وسمّاه : جامع المقاصد في شرح القواعد ، ولكنّه لم يتمّه بل توقّف إلى نصف كتاب النكاح من القواعد ، وكان هذا هو السبب الذي دفع بالفاضل الهندي للشروع في كشفه للثامه من كتاب النكاح ، وكان تاريخ الانتهاء من شرح كتاب النكاح هو عشرين ربيع الثاني سنة (١٠٩٦هـ) وكان عمر الفاضل آنذاك ٣٤ سنة ، أمّا كتاب الإرث فتمّ في سنة (١٠٩٨هـ) ، وبعد أنّ أتمّ أبواب القواعد إلى الأخير فكّر بشرح الأبواب الأولى منه ، فكان تاريخ ختم كتاب الطهارة جمادى الأولى سنة (١١٠٥هـ) وتاريخ إتمامه كتاب الحجّ ١٦ شوّال (١١١٠هـ)(١).
ولكتاب كشف اللثام تأثير مهمّ في الكتب الفقهية المتأخّرة عنه ، والسرّ في ذلك هو كثرة الأقوال المنقولة في هذا الكتاب من الكتب الفقهية للمتقدّمين ، وقد استطاع المؤلّف أن يجمع أكبر عدد ممكن من الكتب ، فكان ينقل عنها مباشرة وبلا واسطة ، وكثرة النقولات هذه مثيرة للدهشة والتعجّب.
ويعتبر الفاضل الهندي في منهجه الموسوعي الاستدلالي الخلف لفقهاء الشيعة المعتمدين ، وهو وإن لم يبتدع طريقة جديدة في الفقه الشيعي لكنّه في طرحه للفروع والاستدلال لها بأدلّة جديدة يعدّ سعياً منه جديراً بالإكبار والتبجيل ،
__________________
(١) مقدّمة كشف اللثام ١ / ٤٧.