لأنّ المؤلّف إنّما أعدّه للاستيفاء الشامل لأقوال الفقهاء المتقدّمين منهم والمتأخّرين ولمواقع إجماعاتهم وموارد الاشتهارات المدوّنة في بطون مصنّفاتهم ، حتّى أضحى مصدراً من مصادر فقه الشريعة الإسلامية وأحد الموسوعات الفقهية الضخمة للطائفة الإمامية ، وصار مورداً لاعتماد أساتذة الفقه ومعلّميه في ذلك الزمان عليه في نقل الإجماع والشهرة ونقل الأقوال الواردة في كلّ مسألة فقهية ، فهذا صاحب جواهر الكلام الذي لم يسبق له نظير في تأريخ تأليف فقه الشيعة اعتمد في نقل الأقوال والإجماع والشهرة على كلّ مورد نقله صاحب مفتاح الكرامة.
ذكر المحقّق للكتاب عن بعض مشايخه الفضلاء عن العلاّمة الفقيه المحقّق آية الله آقا حسين الطباطبائي البروجردي أنّ هذا الكتاب كان مرجعاً لصاحب الجواهر في تحقيقاته الفقهية كثيراً ، وقال رحمه الله : «إنّه لم يكن معروفاً في حوزة قم المباركة قبل نزول السيّد البروجردي تلك البلدة ، وهو الذي عرّف هذا الكتاب وكتاب كشف اللثام للفاضل الهندي بين محصّلي علوم الدين ومحقّقي مسائل الشريعة»(١).
ألّفه على ما صرّح به نفسه في أوّل الكتاب بأمر من شيخه وأستاذه الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، حيث كان طلب منه أن يؤلّف كتاباً يذكر فيه جميع الأقوال الواردة في كلّ المسائل الفقهية ، وينقل في كلّ مسألة من تلك المسائل الإجماعات والشهرات المذكورة أو المنقولة في كتب الفقهاء ، وجعل عليه أن
__________________
(١) مقدّمة مفتاح الكرامة ١ / ١٠.