أساتذته ومشايخه في الرواية :
تتلمذ الشيخ قدسسره عند جماعة من العلماء قد ذُكرت أساميهم من قبل مترجميه ، لكن الذين عدّهم هو من مشايخه وأساتذته في كتابه اللؤلؤة أربعة ، وهم :
١ ـ والده الفقيه الشيخ أحمد البحراني ، وهو أوّل أساتذته بعد معلّم القرآن ، وقد ترجم له ابنه الشيخ يوسف في كتابه اللؤلؤة ـ كما تقدّم ـ ووصفه بقوله : «إنّه كان مجتهداً فاضلاً جليلاً وفقيهاً نبيلاً» مضيفاً له هذه السمة : «وكانت له مَلَكة في التدريس لم يسبق لها غيره ممّن رأيت وحضرت درسه من علماء عصرنا»(١).
وقد تقدّمت الإشارة إلى أنّه كان مجتهداً صرفاً كثير التشنيع على الأخباريّين. وإليك نصّ ما قاله الشيخ يوسف في حقّ والده بهذا الشأن :
«وكان الوالد نوّر الله تربته شديد التعصّب للمجتهدين ، جرى قلمه بالتعريض بالأخباريّين ، وقد عرّفت في المقدّمة الثانية عشرة من مقدّمات الكتاب ما هو الأليق بالعلماء الأنجاب من سدّ هذا الباب حذراً من طغيان الأقلام بمثل هذا الخطاب وانجراره للقدح في العلماء الأطياب»(٢).
٢ ـ الشيخ أحمد بن عبد الله بن الحسن البلادي البحراني. والظاهر أنّه كان من أوائل أساتذته كما يشير لذلك قوله في ترجمته للشيخ سليمان بن عبد الله البحراني : «وقد رأيت الشيخ المذكور [أي: الشيخ سليمان] وأنا يومئذ ابن عشر
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٩٤ ، ترجمة (٣٧).
(٢) الحدائق الناضرة ٣ / ٦٨.