يقول الشيخ مَيْثَم في ختام كلامه في هذه المسألة : «نعم استعمال اللفظ الموضوع ، وإطلاقه بالذات لإرادة المعنى ، لا يخلو من أنْ يكون حقيقيّاً أو مجازيّاً»(١). أمّا الاستعمال الحقيقي فقد مرّ ذكره ، ويبقى الاستعمال المجازي ، وهو المتحقّق من إطلاق اللفظ الموضوع للمعنى وإرادة جزء ذلك المعنى أو لازمه ، كأنْ يُطلق أحدهم لفظ (بيت) ويريد (السقف) أو (ساكني البيت) لا المعنى الموضوع له اللفظ وهو البناء المعروف ، فإنّه يكون حينئذ استعمالٌ مجازي ، وذلك لأنّه ينطبق عليه (استعمال اللفظ في غير ما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات) ، فلفظ (بيت) موضوعٌ للبناء المعروف ، وقد (استُعمل هنا في غير ما وُضِع له) ، وهو جزء المعنى (السقف) أو لازمه (ساكني البيت) ، وهو استعمالٌ (مقصودٌ بالذات) ، أي أنّ المتكلّم مريدٌ قاصدٌ هذا الاستعمال.
وتلخيص ما تقدّم في هذه المسألة :
استعمال الدلالات الوضعية اللفظية الثلاث؛ المطابقة والتضمّن والالتزام محصورٌ في ثلاثة استعمالات :
الأوّل : استعمالٌ حقيقي ، وذلك باستعمال اللفظ الموضوع لمعنى ما فيما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات ، ويتحقّق في دلالة المطابقة ، أي في إطلاق اللفظ وقصد معناه الموضوع له.
الثاني : استعمالٌ مجازي ، وذلك باستعمال اللفظ الموضوع لمعنى ما
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٦.