في غير ما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات ، ويتحقّق في دلالتَيْ التضمّن والالتزام إذا أُطلِق اللفظ وقصد جزء معناه أو لازمه.
الثالث : استعمالٌ لا حقيقي ولا مجازي ، وذلك باستعمال اللفظ الموضوع لمعنى ما في غير ما وُضِع له استعمالاً غير مقصود بالذات ، ويتحقّق في دلالتَيْ التضمّن والالتزام إذا أُطلِق اللفظ وقصد معناه الموضوع له لا جزؤه أو لازمه.
فهنا ثلاثة استعمالات ، ولا يرد الاستعمال الرابع الذي تفرضه القسمة العقلية ، وهو (استعمال اللفظ الموضوع لمعنى ما فيما وُضِع له استعمالاً غير مقصود بالذات) ، فإنّه يندرج ضمن الاستعمال الثاني ، وبيانه أنّه لمّا كان استعمال اللفظ فيما وُضِع له استعمالاً غير مقصود بالذات ، فإنّه لا بدّ أنْ يكون استعمالاً عرضيّاً ، ولمّا كان استعمالاً عرضيّاً فإنّ هذا يعني أنّ اللفظ قد استُعمِل في غير ما وُضِع له ، إذْ أنّه لو استُعمِل فيما وُضِع له لكان هذا الاستعمال مقصوداً بالذات ، فلمّا كان استعمال اللفظ في غير ما وُضِع له فإنّه قد خرج عن دائرة الحقيقة ، ولما كان استعمال اللفظ فيما وُضِع له استعمالاً عرضيّاً ، فإنّه لا بدّ أنْ يعتمد على استعمال ذاتي لمعنى ما ، إذْ لا بدّ من إطلاق اللفظ لمعنى ما مقصود بالذات ، فيكون حينئذ متساو مع (إطلاق اللفظ الموضوع لمعنى ما في غير ما وُضِع له استعمالاً مقصوداً بالذات).
وقد استغنى الشيخ مَيْثَم عن هذه الإفاضة بالشرح مكتفياً بالإشارة إلى الاستعمالات الثلاث والبرهنة عليها باقتضاب شديد.