من أجزائه على شيء ـ حين هو جزؤه ـ وهو (المركّب)»(١).
كذلك ، زاد هذا القيد الشيخ الرئيس ابن سينا في إشاراته ، إذْ يقول : «اعلم أنّ اللفظ قد يكون مفرداً وقد يكون مركّباً. واللفظ المفرد : هو الذي لا يراد بالجزء منه دلالة أصلاً ، حين هو جزؤه»(٢).
وأيضاً ، ممّن زاد هذا القيد أحد كبار أئمّة النحو ، وهو ابن يعيش النحوي (ت ٦٤٣ هـ) في شرح المفصّل. قال ابن يعيش : «أنْ يدلّ مجموع اللفظ على معنىً ولا يدلّ جزؤه على جزء من معناه ولا على غيره ، من حيث هو جزء له»(٣).
وهذا ما يدفعنا إلى الإشارة إلى أنّ تعريف الشيخ مَيْثَم للمفرد والمركّب يوافق في الحقيقة تعريف بعض النحويين ، فإذا كان ابن يعيش قد أخذ التعريف وزاد فيه ذلك القيد ، فإنّ من النحويين من أخذ به من غير الزيادة ، كالشلوبين (ت ٦٥٤ هـ) في شرحه إذْ يقول : «اللفظ المفرد : هو الدالّ على معنىً بشرط ألاّ يكون جزءٌ من أجزاء ذلك اللفظ يدلّ على جزء من أجزاء ذلك المعنى»(٤) ، ورضي الدين الأسترابادي (ت ٦٨٨ هـ) في شرحه تعريف ابن الحاجب للكلمة ، إذْ يعرّف (المعنى المفرد والمركّب) ، ثمّ (اللفظ المفرد والمركّب) بالقول : «اللفظ المفرد : لفظٌ لا يدلّ جزؤه على جزء معناه ...
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) الإشارات والتنبيهات لابن سينا ١/١٤٣.
(٣) شرح المفصّل ١/١٩.
(٤) شرح المقدّمة الجزولية الكبير ١/١٩٧.