(السّيْف القاطع)(١) ، ولذلك كلّ صارم سَيْف ، وبعض السّيْف صارم ، فالنسبة بينهما (عموم وخصوص مطلق) كما في اصطلاح أهل المنطق ، غير أنّ بينهما تباين من جهة أنّ (السّيْف) اسم للذات ، و (الصارم) صفة لا اسم للذات.
كما أنّه قد يكون هناك وجهاً آخر للتباين بين الألفاظ والمعاني ، وهو أنْ يكون بعضها اسماً للصفة ، والآخر اسماً لصفة الصفة ، كما هو في (الناطق) و (الفصيح) ، فـ : (الناطق) صفة للإنسان ، و (الفصيح) صفة للناطق ، كما أنّ الفصاحة صفة للنطق ، فالناطق قد يكون فصيحاً وقد لا يكون.
أمّا في تسميتها (المتباينة) فقيل «من البَيْن الذي هو التباعد ، لأنّ مسمّى هذا غير مسمّى ذاك ، أو من البَيْن الذي هو الفراق ، لمفارقة كلّ واحد من الآخر لفظاً ومعنىً»(٢).
أمّا القسم الثالث ، فهو ما تكثّر فيه اللفظ واتّحد المعنى ، وهو ما يُعرف بـ : (الترادف). ويعرّفه الشيخ مَيْثَم في بحث لاحق(٣) يفرده لبحث الترادف بقوله : «هو كوْن لفظَيْن مفردَيْن ـ أو ما زاد عليهما ـ دالَّيْن بالوضع على معنىً واحد باعتبار واحد»(٤).
وممّا يلفت النظر أنّ الشيخ مَيْثَم لا يقصر الترادف في اللغة الواحدة ، بل يتعدّى الترادف اللغة الواحدة إلى لغتَيْن متباينتَيْن ، أمّا الترادف في اللغة
__________________
(١) لسان العرب ج٤ مادّة (قطع).
(٢) البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي ٢/٦٠.
(٣) وهو المبحث الثالث من هذا الفصل.
(٤) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٥٠.