فهل هو فهم كلّ شخص على حدة ، فتكون قوّة دلالة اللفظ في أحد المعنَيَيْن خاضعة لكلّ شخص وثقافته وقوّته اللغوية ، فهل يختلف تقدير المسألة من شخص إلى آخر؟ أو هو الفهم العام بين الجماعة اللغوية؟
غير أنّ الشيخ يُشير إلى ذلك وإلى غيرها من المسائل المتعلّقة بهذا البحث في المبحث الذي يُفرده للبحث في (المشترك اللفظي) ضمن هذه المقدّمة اللغوية على نهج البلاغة ، وهو (القسم الخامس) من (القاعدة الأولى) بحسب تقسيم الشيخ للمقدّمة ، وفي ذلك القسم أو البحث يُشير الشيخ في أثناء حديثه عن وجود المشترك اللفظي وتردّد الذهن في تعيين المقصود من اللفظ حتّى تظهر قرينة معيّنة له ، إلى أنّ عدم تبادر المعنى المقصود إلى الذهن يختلف باختلاف كثرة استعمال اللفظ في أحد المعنَيَيْن وقلّته ، غير أنّه «يكفينا في ذلك تردّد بعض الأذهان فيه»(١) ، مما يُشير إلى أنّ مُراده من (الفهم) هو الفهم العامّ للجماعة اللغوية لا الفهم الخاصّ لكلّ شخص.
الاحتمال الثالث : أنْ تكون دلالة اللفظ على المنقول إليْه بعد النقل أقوى من دلالتها على المنقول عنه (الأصل) ، أي أنّ المتكلّم حينما يطلق اللفظ فإنّ ذهن السامع ينتقل إلى المعنى المنقول إليْه ، ولو أنّ المتكلّم أراد المعنى المنقول عنه (الأضعف) لاحتاج إلى قرينة لتصرف المعنى المنقول إليْه (الأقوى) ، فهنا يسمّى اللفظ بالنسبة إلى المنقول إليْه (منقولاً).
ولم يذكر الشيخ مَيْثَم ، ولم أجد أحداً ذكر تسميةً للفظ في هذه الحالة
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٥٥.