تقترب في شيء منها من نظرة بعض المحدثين(١) إلى الترادف ، إذْ ذهب بعض المحدثين إلى اشتراط عدّة شروط لإثبات الترادف في اللغة ، فالألفاظ التي لا تنطبق عليها هذه الشروط لا تعدّ عندهم من المترادفات ، ولذلك أوجدوا مصطلحات أخرى تكون قسيمة الترادف ، أو ما سمّي (الترادف التام) ، من نحو : (شبه ترادف) و (نصف ترادف)(٢).
والترادف التام هو الترادف الذي يصحّ فيه أنْ تتبادل المفردتان أو المفردات فيما بَيْنها في جميع السياقات المختلفة ، وهو عندهم نادر الوقوع ، وإذا وقع فإنّه يكون محدود بمدّة زمنية معيّنة ، وسرعان ما تظهر فروق معنوية دقيقة بين هذه الألفاظ.
أمّا الترادف الجزئي ، أو شبه الترادف ، فهو المفردات التي يمكن أنْ تتبادل فيما بَيْنها في بعض السياقات دون أخرى؛ لوجود اشتراك أو تقارب في المعنى.
والشيخ مَيْثَم إذْ يُجيز وقوع الترادف في اللغة الواحدة بين مفردتَيْن في سياق التركيب ، فإنّه يكتفي أنْ يكون المعنى بَيْن المفردتَيْن متقارباً ، وهو ما يُشير إلى (الترادف الجزئي) أو (شبه الترادف) بحسب اصطلاح بعض
__________________
(١) مثل : (ستيفن أولمان) في كتابه : (دور الكلمة في اللغة) ، وجون لاينز في كتابه : (علم الدلالة).
(٢) انظر : دور الكلمة في اللغة لأولمان ستيفن : ٩٧ ـ ٩٨ وعلم الدلالة لاينز جون : ٧٤.