عن الحسن بن علي النيشابوري الدّقاق ، عن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، عن أحمد بن محمّد السيّاري ، قال : حدّثتني نسيم ومارية قالتا : لمّا خرج صاحب الزمان عليهالسلام من بطن أمّه ، سقط جاثياً على ركبتيه رافعاً سبّابته نحو السماء ، ثمّ عطس فقال : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله ، عبد داخر لله ، غير مستنكف ولا مستكبر» الخبر(١).
والرواية الأخيرة هي الوحيدة التي تصرّح باسم السيّاري كاملاً (أحمد بن محمّد السيّاري) ، وبها يتّضح الإجمال الوارد في ما سبقها من نصوص ، وهو ما تنبّه له بعض المحقّقين أيضاً ، منهم : السيّد محمّد باقر الموحد الأبطحي في تحقيق كتاب الخرائج(٢) ، والشيخان عبد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح محقّقا كتاب غيبة الطوسي(٣) ، وهذا يدلّ أنّ السيّاري كان على اتّصال بالطبقة المقرّبة من الإمام المهدي عليهالسلام ، وهم أهله ، وحاشيته ، وخدمه ، في ظرف كانت فيه أجواء التعتيم والسرّية هي السائدة في بيت الإمام العسكري عليهالسلام ، ولم يكن يطّلع على أحوال الإمام ، أو يعرف أخباره إلاّ قلّة من المخلصين من فقهاء الشيعة ورواة حديث الأئمّة.
الرواية الثانية : عن كتاب النجوم للسيّد ابن طاووس ، نقلاً عن كتاب الدلائل للحميري ، قال : «الحسن بن علي بن إبراهيم ، عن السيّاري قال : كتب علي
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٨ / ٣٨٨.
(٢) الخرائج والجرائح ١ / ٤٥٧ (هامش رقم ١).
(٣) غيبة الطوسي : ٢٤٤ (هامش رقم ٤).