الأصوليّين ، حتّى أنّ صاحب الحدائق وصف طريقته بأنّها الطريقة الوسطى كما نقل ذلك أبو علي الحائري(١) ، ولم يشغل نفسه بالمباحث النظرية كما فعل الفيض وإنّما وجّه جلّ اهتمامه إلى جمع أحاديث الأئمّة وترويجها في الديار العجمية بعد ترجمتها إلى الفارسية ، وقد أتيح له بحكم مركزه في الدولة الصفوية اقتناص فرص نادرة في الحصول على كلّ مايطلبه من الكتب ، حتّى صنّف أبرز آثاره وأهمّها وهو كتاب بحار الأنوار الذي جمع كلّ ما وصل إليه من الأخبار التي رواها محدّثو الشيعة في أصولهم وكتبهم.
٧ ـ السيّد نعمة الله بن عبد الله الجزائري المتوفّى (١١١٢هـ) ، ويلقّب أيضاً بالشوشتري ، وتميّز الجزائري رغم التزامه بمبادئ النهج الأخباري بالدعوة إلى الاعتدال والتوسّط في مناهضة الأصوليّين والتخفيف من غلواء الانشقاق الذي شطر الفكر والمجتمع إلى شطرين ، وقد وصفه صاحب روضات الجنّات بأنّه كان مع مشرب الأخبارية كثير الاعتناء والاعتدال بأرباب الاجتهاد(٢).
٨ ـ الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي المتوفّى (١١٣٥هـ) ، وكان على عكس الجزائري متشدّداً في منهجه الأخباري كثير التشنيع على المجتهدين ، وقد أكثر صاحب الحدائق من التعرّض في كتابه لذكر أقوال السماهيجي في مسائل كثيرة وبخاصّة ما ورد منها في كتابه منية الممارسين الذي قال عنه في اللؤلؤة بأنّه أحسن ما صنّفه ، وكان يشير إليه غالباً في الحدائق بقوله : «شيخنا المحدّث
__________________
(١) منتهى المقال ٧ / ٧٥.
(٢) روضات الجنّات ٨ / ١٥٠ ، ترجمة (٧٢٦).