الصالح»(١) (٢).
وقد واصلت المدرسة الأخبارية خلال القرن الثاني عشر توسّعها وانتشارها في مجمل الحواضر العلمية الشيعية في العراق وإيران والبحرين وجبل عامل ، وبلغت أوج اكتمالها وقوّتها في عهد المحدّث البحراني صاحب الحدائق الذي آلت إليه زعامة هذه المدرسة على إثر حلوله في كربلا بعد عام (١١٦٥هـ) ، وفي المقابل تراجعت المدرسة الأصولية جرّاء بروز هذه المدرسة وضعف إنتاجها في علم الأصول رغم صدور بعض الرسائل والحواشي الأصولية التي لم تخلُ من التجديد في بعض أفكارها ، كالوافية للملاّ عبد الله التوني (ت١٠٧١هـ) ، وشرحها للسيّد صدر الدين القمّي (ت١١٦٠هـ) ، وحاشية محمّد بن حسن الشيرواني (ت١٠٩٨هـ) على كتاب المعالم للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني (ت١٠١١هـ) ، إنّها وغيرها ممّا ظهر من بحوث فقهية وأصولية للاُصوليّين في تلك الحقبة الأخبارية لم ترقَ إلى مستوى مجابهة التيّار الأخباري ، حتّى ظهر الوحيد البهبهاني على رأس مدرسته الأصولية الجديدة التي طوّرت البحث الأصولي وارتقت به إلى مستوى أعلى مكَّنها من إيقاف انتشاره وتحجيمه في أضيق الحدود(٣).
الأدلّة التي يستند إليها الفقهاء في المدرسة الأخبارية :
بلور الفكر الأصولي منذ القرن السادس الهجري أدلّة الأحكام الشرعية في
__________________
(١) انظر : لؤلؤة البحرين : ٩٦ ، ترجمة (٣٨).
(٢) انظر : الحدائق الناضرة دراسة مقارنة : ٩٩ ـ ١١٥. و : مقدّمة رياض المسائل : ١٠٥.
(٣) الحدائق الناضرة دراسة مقارنة : ١٧٠.