مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد، واهب المنن، ومشرّع الأحكام والسنن، جلّ عن وصف الواصفين، وتعالى عن تنزيه المنزّهين، بادئ الخلق ومعيده، الوهّاب المنّان، خلق الأجناس لا عن فكرة اقتبسها، ولا عن سابق وجود اقتنصها، بل قال وفعل، وَقدّرَ وقَدَر، حينما كانَ للفظ الوجود وجود، ولا أثر لحادث أو عدد ومعدود، ثمّ (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١).
والصلاة والسلام على سيّد الأنام، وبالغ الشكر والامتنان، لطبيب النفوس والأبدان، وهادي الإنس والجان، وملقّن وصيّه المعارف والأحكام، خاتم الأنبياء، وأبي العترةَ الغرّ النجباء، ما تَنَفَّسَ صبحٌ، أو عَسْعَسَ ليلٌ، اللهمّ صلّ عليه وعلى آله
__________________
(١) سورة الحديد: ٤.