صلاةً لا عَدَدَ ولا أمَدَ لها باقيةً، ناميةً، مُتَتاليةً، مُترادفة، كما يُحبّ ربّي ويرضى.
وبعد: فقد لفت ناظري، وأثار همّتي، شيخنا المحقّق العلاّمة عبد الحليم الحلّي (دام تأييده)، لأثر جليل، وعلم وفير، وموروث فقهيّ دفين، أغنى به مولانا الشيخ بهاء الملّة والدين (الفاضل الهندي)، مكتبتنا الإسلامية، وخُزانتنا الشيعية، بصحف قيمة، وقراطيس نادرة يتيمة، ألهمت كلّ باحث ومتتبّع لرياض العلم وحياض المعرفة، فانبرى ثلّة من الصفوة المحقّقين، في إحياء التراث، ممّن تحرّى المآثر العظيمة، والمطالب المحكمة المتينة، وخاض غمار التدقيق، ومهنيّة استنطاق النصوص، وفكّ رموز الحواشي والتقريظ، حتّى أحيوا لنا مجدنا، واستعادوا لنا حوزتنا، التي ما انفكّ أعداء العلم يهدرون المال الضمار، ويتعمّدون طمس معالمها، ومحو مدادها، والمكر بعلمائها، والوشاية بهم تزلّفاً للسلطان، لذا عوداً على بدء نقول:
حريّ بنا نحن طلبة مدرسة أهل البيت عليهمالسلام شحذ الهمم، وبري القلم، في وصل ما وصلوا إليه، والاتّكال على ما قصدوا الجزاء لديه، حتّى يتّصل قليلنا بكثيرهم، لنحيي مآثر ثلّة من أهل العلم والفقاهة والبراعة والصناعة.
وهاهنا نضع بين يدي المتتبّع، أثراً جليلاً لتراث فقيهنا الفاضل الهندي قدسسره ، وقد أُرشدنا لتحقيق رسالة فقهية رضاعية مخطوطة من بعض نتاجه الوافر الوافي، عسى الله (تبارك وتعالى) أن ينفعنا وإيّاكم بفيض علمه، إنّه نعم المولى ونعم الوكيل.