عندنا وثاقته ، بل حسن حاله ، وجلالة قدره ، وعلوّ شأنه في جملة المحدّثين الشيعة ، خلافاً للمشهور ، ووفاقاً لشيخنا المحدّث النوري صاحب المستدرك (أعلى الله مقامه).
اسمه ونسبه :
هو أحمد بن محمّد بن سيّار ، أبو عبد الله ، السيّاري ، البصري ، وصفه الكشّي بأنّه (أصفهاني) (١) ، ولكن البصري هو الشائع من بين ألقابه ، ولعلّ مولده ، أو أصوله العائلية تعود إلى مدينة البصرة ، فقد سكن فيها ، وحدّث عن بعض رواتها(٢) ، أدرك عهد الإمام الرضا عليهالسلام ، وتوفّي في زمان الغيبة الصغرى ، وهذا يعني أنّه عاصر خمسة من أئمّة الهدى عليهمالسلام ، وهم : الرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكري ، والإمام المهدي (صلوات الله عليهم أجمعين).
حياته العلمية وعلاقته بالأئمّة عليهمالسلام :
كان أحمد بن محمّد السيّاري من بحور العلم ، ومن أوعية الحديث ، أخذ الرواية والحديث عن طائفة واسعة من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ، وتنقّل في طلب العلم بين الكوفة ، وبغداد ، وقم ، والبصرة ، حتّى صار من كبار المحدّثين ، وكان الرواة والفقهاء يقصدونه لأخذ الحديث ، وتلقّي العلوم ، وتعدّ كتبه من الأصول التي أخذ
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٨٦٥.
(٢) منهم أبو يزيد القسمي ، كما سيأتي.