الذين كلّ واحد منهم رجل ظريف» (١). وهذا بيان منطقي للملازمة وجهتها نضح به إناء سيبويه ، له أثره في التحليل واستنباط الدلالة كما سيأتي إن شاء اللّه.
والصفة لا تكون أخصّ من الموصوف (٢) ، فـ : (الجالس) أعمّ من (عليّ) في قولنا : سلّمت على عليّ الجالس ، وإنّما لم تخرج الصفة موصوفها إلى العموم على الرغم من كونها أعمّ منه ؛ لأنّ «هذا كان يكون واجباً لو ذُكر الوصف وحده» (٣). ذلك أنّ الوصف لو ذُكر وحده ، لكان أعمّ من الموصوف وحده ومن الموصوف وصفته مجتمعين (٤).
الثانية : بيان دلالة النعت وجهة الاحتياج إليه ، فظاهر هذين الحدّين أنّ أهمّ دلالة في النعت التخصيص ، ومعناه هنا التفريق بين المشتركات ؛ كما يظهر من صريح قول ابن جنّي في حدّه المذكور أوّلا : (وتخصيصاً ممّن له مثل اسمه). بل إنّ ابن السرّاج جعل هذه الدلالة حدّاً لنعت فقال : «والصفة : كلّ ما فرّق بين موصوفين مشتركين في اللّفظ» (٥).
والأصل في الصفة أن توصف بها النكرة لا المعرفة ؛ «لأنّ المعرفة كان حقّها أن تستغني بنفسها ، وإنّما عرض لها ضرب من التنكير فاحتيج إلى الصفة» (٦) ،
__________________
(١) المصدر نفسه ٣ / ٣٥٠.
(٢) ينظر : الأصول في النحو ٢ / ٣٣ ؛ الكناش ١ / ٢٢٧.
(٣) الأصول في النحو ٢ / ٣٣.
(٤) ينظر : الأصول في النحو ٢ / ٣٣.
(٥) المصدر نفسه ٢ / ٢٣.
(٦) المصدر نفسه ٢ / ٢٣.