نفسه.
لقد أخذ السيّد المختاري العلم عن لفيف من أعلام الدين وأساطين الفضيلة ، وإنّ تضلّعه في كثير من العلوم يشير إلى كثرة الذين أخذ عنهم ، وقد ذكر السيّد المختاري بعض شيوخه عندما كتب رسالة في ترجمة نفسه فقال : «وقد منّ الله ـ تعالى ـ عَلَيّ بفضله فقرأت بعض العلوم الأدبية على مشايخ من فضلاء عصري وجمع من أفاضل دهري إلى أن قرأت بعض أحاديث الفقه ، وغيرها على عمّي السيّد السند ، والفاضل الكامل ، الأمجد روح الأمين الحسيني النائيني» (١) ، وهو السيّد ناصر الدين المختاري عمّ المترجم له (٢).
ثمّ قرأ على العلاّمة المجلسي (ت ١١١١هـ) سنين طويلة تقرب من عشر سنين ، واستفاد منه شطراً وافياً ، وطرفاً كافياً في العلوم الدينية ، والمعارف اليقينية كالتفسير ، والحديث والفقه ، فكتب السيّد المختاري في المجلّد الأوّل من كتاب مرآة العقول للعلاّمة المجلسي رسالة أدبية إلى أستاذه المجلسي طالباً منه إجازة في الرواية عنه فأجازه (٣) في شهر رجب سنة (١١٠٤هـ) ، وقد ذكر المختاري هذه الإجازة في رسالته التي ترجم فيها لنفسه فقال : «وقد أجاز لي جميع كتب أصحابنا ، وغيرهم من جميع العلوم العقلية والنقلية .... وخطّها لي بخطّه الشريف ، وختمه بخاتمه المنيف في ظهر نسخة كتبتها بيدي لنفسي من كتاب
__________________
(١) رسالة في ترجمة المختاري : ١٨٠.
(٢) ينظر : روضات الجنّات ٧ / ١١٥ ؛ مقدّمة زواهر الجواهر : ٣٠.
(٣) ينظر : إجازات الحديث : ١٣٥ ؛ تلامذة المجلسي : ٧٠.