عميقة» (١).
حياته العلمية :
للسيّد الشريف مؤلّفات تجاوزت الثمانين بين كتاب ورسالة في فنون شتّى ، استفاد منها أعلام الدين عبر العصور (٢) كان متوحّداً في علوم كثيرة ، أكثر أهل زمانه أدباً وفضلاً ، متكلّم فقيه جامع العلوم كلّها (٣). وقد انتهت الرئاسة ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم ، وله شعر في نهاية الحسن (٤) ، وكان له برُّ وصدقة وتفقّد في السرّ (٥) ، وعن الشيخ عزّ الدين أحمد بن مقبل ، قال : «لو حلف إنسان أنّ السيّد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لم يكن عندي آثماً ، وقد بلغني عن شيخ من شيوخ الأدب بمصر أنّه قال : واللهِ إنّي استفدت من كتاب الغرر والدرر ، أمالي المرتضى مسائل لم أجدها في كتاب سيبويه وغيره من كتب النحو» (٦).
ومن الجدير بالذكر أنّ الشريف كانت له في داره مدرسة خاصّة أسماها
__________________
(١) التراث النقدي والبلاغة للمعتزلة : ١٢٧.
(٢) الغدير ٥ / ٣٥٥.
(٣) الطوسي ، الرجال : ٩٩ ؛ الخلاصة : ٤٦.
(٤) تتمّة يتيمة الدهر ٥ / ٩ ، رقم ٤٩.
(٥) غاية الاختصار : ٧٦.
(٦) راجع : الغدير ٥ / ٣٦٠ ، فقد أورد عشرات الكتب والمصادر تتحدّث عن عظمة هذه الشخصية الفذّة المباركة.