كان يقول : «صلوات الله عليه» (١).
وقد اعتنى بمؤلّفاته فقهاء الإمامية ومتكلّموهم ، وتلقّاها تلاميذه عنه قراءةً وسماعاً ، لأنّه أوّل من بسط الكلام في الفقه والأصول ، وناظر الخصوم ، واستخرج الغوامض ، وقيّد المسائل ، وقرّبها للأفهام ، وفي ذلك يقول مفتخراً :
كان لولاي غائضاً مكرعُ الفقـ |
|
ـهِ سحيق المدى بحر الكلام |
ودقيق ألحقته بجليل |
|
وحلال خلّصته من حرام (٢) |
ومعان تشطّ لطفاً عن الأو |
|
هام قرّبتها من الأفهام |
تقلّد السيّد المرتضى بعد وفاة أخيه السيّد الرضي (ت٤٠٥هـ) في الثالث من صفر سنة (٤٠٦هـ) : إمارة الحجّ ، والمظالم ، ونقابة الطالبيّين ، وجميع ما كان إلى أخيه الرضي ، وجمع الناس لقراءة عهد في الدار الملكية ، وحضر فخر الملك والأشراف والقضاة والفقهاء (٣).
وقد اتّهم الشريف المرتضى بتهم كثيرة ليست بصحيحة منها : أنّه كان معتزليّاً ، أو رأساً في الاعتزال ، أو بالميل إليه ، ونسب إليه كتاب نهج البلاغة الذي جمعه أخوه السيّد الرضي (ت٢٠٥هـ) ، وغيرها من التّهم التي تمسّ شخصه الكريم التي لفّقها ابن حزم وابن الجوزي وابن خلّكان وابن كثير والذهبي ، وأضرابهم من ذوي الأقلام المنكوسة (٤) ، وكلّ هذه التهم باطلة ، كما يتّضح عند
__________________
(١) روضات الجنّات : ٣٨٥.
(٢) ديوان الشريف المرتضى ٣ / ٢٦٠ ، من قصيدة له رحمهالله في الفخر والحماسة.
(٣) المنتظم ١٥ / ١١١.
(٤) انظر : البداية والنهاية ١٢ / ٦٧ ، حوادث (٤٣٦ هـ) ؛ آداب اللغة العربية ١ / ٢٨٨ ؛ الأعلام ٤ / ٢٧٨.