التحقيق ومراجعة كتبه وحياته وسلوكه بأدنى مراجعة.
ديوان شعره :
شاعرية السيّد المرتضى :
شعر المرتضى كان في غاية الجودة والقوّة فقد كان إماماً في الشعر والبلاغة (١) بشهرة كشهرة أخيه الرضي (ت٤٠٥هـ) ، فقد عرف الرضي بالشعر ، وفي أعلى طبقات الجودة ، مكثر مجُيد ، وديوانه أكبر ديوان وصل إلينا منذ العصر الجاهلي ، وقد ارتضاه الأدباء ورووا له ، ولكنّ الشريف المرتضى لم يؤاته ذات الحظّ في الشهرة ؛ ولعلّ مرجع ذلك إلى كثرة حسّاده وأعدائه ، ومن يتصفّح ديوانه يظهر له أنّ الطابع العلمي ، والحرص على إظهار المقدرة اللغوية واتّساع الأفق العلمي ، كلّ ذلك جعل شعره في مستوى لا يستهوي جمهرة الأدباء مثل ما يستهويهم شعر أخيه الرضي (٢). وشعر السيّد المرتضى صورة دقيقة لأخلاقه وإيمانه والتزامه ، ومرآة صافية لنفسه العفيفة الطاهرة ، فهو إمام في الدِّين والعلم والأخلاق تبدو عفّته وطهره في مقدّماته الغزلية ، كما لم نجد وصفاً للخمرة في شعره إلاّ ما جاء منها رمزاً. وقد نظم في أكثر الأغراض الشعرية المعروفة في عصره ، وكان حريصاً على إظهار براعته في النظم واقتداره ، متوجّهاً إلى إبراز
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ / ١٦٨ ، حوادث سنة (٤٣٦هـ) ؛ وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣ ، رقم ٤٤٣.
(٢) انظر : العُذيق النضيد : ٢٥ ؛ مجلّة رسالة الإسلام العدد ٤١ ، س١ ، ٢٠٤ ، مقال : حول ديوان الشريف المرتضى ، بقلم عبد السلام محمّد هارون.