وهذا من أصدق الشعر تعبيراً عمّا يضطرم في قلبه من عاطفة صادقة وفطرة نقيّة وولاء خالص للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته ، دفاعاً عن الحقّ وأهله.
وكان السيّد الشريف كثير النظم ، سريع البديهية فيه ، وقد ترك ديواناً ضخماً يضمّ ما يقرب من عشرين ألف بيت من الشعر (١) وعلى الرغم من كثرة نظمه في الفخر والحماسة والرثاء ، والمدح ، فإنّ له قصائد مقطوعات في الغزل العفيف ، كما تشتمل على قصائد كثيرة في وصف الطيف والخيال ، ووصف الشيب والشباب من مقاطع غزلية جميلة ، كما نظم في الزهد والوعظ ، وشكوى الزمان ، الرحلات ؛ بخاصّة قوافل الحجيج (٢).
وفوق ذلك كان السيّد الشريف نقّاداً ماهراً مع بصيرة نافذة للشعر ولكلام البلغاء ، وقد رسخت هذه الملكة القويّة في نفسه ، وظهرت آثارها في كتبه ، وانضمّ إلى هذه الملكة والبصيرة علم غزير بكتاب الله تعالى ، وأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهمالسلام وطرائق المتكلّمين. وكان فقيهاً اُصولياً من الطراز الأوّل ، ومتكلّماً مجادلاً نافذ البصيرة.
أمالي المرتضى المسمّى بـ : (غرر الفوائد ودرر القلائد) :
هو من أهمّ كتبه في الأدب والتفسير واللغة ، يُعدّ مصدراً من مصادر اللغة ، ومرجعاً للتفسير ، واللغة ، والتاريخ ، والبلاغة ، والأنساب ، والأمثال ، وعلم الكلام ،
__________________
(١) راجع : ديوان السيّد المرتضى ، مقدّمة المحقّق ١ / ١٣٨.
(٢) راجع : الشريف المرتضى (حياته ثقافته وأدبه) : ٩٤.