أن نقول فيهم ، كما علّمنا الاستثناء في غير هذا الموضع بقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ) (١) وكلّ ذلك جليّ وواضح (٢).
ممّا تقدّم يتبيّن أنّ السيّد المرتضى قدسسره اهتمّ كثيراً بالجوانب اللغوية والنحوية والشواهد الشعرية التي أوردناها كانت دافعاً مهمّاً لدى الشريف في تفسير كثير من الآيات الكريمة للوصول إلى فهم النصوص القرآنية وإبراز دلالاتها ومقاصدها ، وكلّ ذلك يدلّ على اضطلاعه الواسع بالقضايا اللغوية والنحوية والأدبية وأنّه كان عالماً باللغة ، وعالماً بالنحو وأشعار العرب ، نقّاداً فذّاً لا يقلّ شأناً عن المتخصّصين في تلك العلوم ، بل هو أحد أعظم مشاهيرهم وكبارهم ، وبعد فإنّ هذا البحث أورد أمثلة قليلة كشفت عنه الجهود اللغوية في البحوث التفسيرية عند السيّد المرتضى ، أرجو أن أكون قد وفّقت لذلك ولله المنّة.
__________________
(١) الفتح : ٢٧.
(٢) انظر : تفسير القرآن للشريف المرتضى ٣ / ٣٨٧ ـ ٣٨٩.