إذن فليس هناك إلاّ شيخ واحد وهو المحدّث المعروف: (أحمد بن هاشم الطريقي) الذي تعرّضنا له عند دراسة أساتذة ابن الجندي ولا سيّما بعد ملاحظة أستاذه الذي يروي الطريقي عنه في هذه الأسانيد الثلاث وهو (عبيد بن كثير) الذي عدّه الخطيب في عداد مشايخه (تاريخ بغداد ٥ / ٤٠٨) وإن كان اسم (عبيد) هو الآخر قد تصحّف في نصّ السلفي إلى (سعيد بن كثير) وهو تصحيف محتمل جدّاً ومعتاد.
٣ ـ روى الشيخ أبو طاهر السلفي في كتابه مشيخة المحدّثين البغدادية تحت عنوان: (من حديث ابن الجندي) روايات فقال في الحديث الأوّل: «أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بن عَلِي بن بَدْرَانَ بن عَلِي الْحُلْوَانِي، فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَع وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَة، وَوَلَدُهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِي، قَرَأتُ عَلَيْهِمَا بِبَابِ الْمَرَاتِبِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّدِ بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِي، نَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بن عِمْرَانَ الجندي، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عَلي الْجُلُودِي، نا مُحَمَّدُ بن زَكَرِيَّا، نا ابن عَائِشَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ إِسْحَاقَ بن يُوسُفَ الأَزْرَقَ يَوْمًا فَرَآنِي فَبَكَى، قُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ ...» (مشيخة المحدّثين البغدادية ٢ / ٢١٠ رقم ٢١٣٩).
وهناك عدّة ملاحظات على هذا الإسناد:
أ) إنّ أبا الحسن محمّد بن عبد الله الباهلي ممّن ترجم له الخطيب وأرّخ وفاته بمصر سنة (٣١٤هـ) (تاريخ بغداد ٣ / ٤٣٢) فهو من طبقة مشايخ ابن الجندي فكيف يمكنه أن يروي عنه؟
ب) لم يصف الباهلي أحدٌ ممّن ترجم له بـ : (القاضي).