فيكون مصيرها في الغالب البيع من أجل الحصول على حفنة من المال ، فيشتريها من يقدّر قيمة العلم ، وهذا ساهم في حفظها وبقائها إلى اليوم ، كما يأخذها من لا يعي تلك القيمة الحقيقية للكتاب فيسهم بطريقة أو أخرى في تلفها واندثارها ، وما هذه السلسلة إلاّ مجموعة من المقالات في محاولة للتعريف ببعض هذه المكتبات ، ومعرفة مصيرها إن وجدت.
من خلال التملّكات والكتب الكثيرة التي خلّفتها أسرة (آل زين الدين) الأحسائية ، وهم ذرّية الشيخ زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر ابن رمضان المطيرفي الأحسائي ، يمكن القول أنّه كان لهذه الأسرة مكتبة وخزانة علمية عريقة ، ضمّت بين جنباتها عشرات الكتب إن لم تصل إلى المئات.
و (آل زين الدين) تعود أصولها إلى قرية (المطيرفي) الواقعة شمال الأحساء ، ثمّ هجرتهم إلى بلاد فارس حيث كان مقرّ إقامتهم مدينة (كرمانشاه) ، حدود سنة (١٢٠٩هـ) ، فقد حرص أبناء هذه الأسرة على تكوين خزانة علمية ، إمّا عن طريق النسخ والكتابة ، أو الشراء والاقتناء ، أو عن طريق التأليف والتصنيف ، وكان لرموز هذه الأسرة أختام مختلفة يصادقون على ما تملّكوه من كتب للدلالة على حيازتهم عليه ، وهم :
الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الأحسائي (١١٦٦ ـ ١٢٤٥هـ) : وهو عماد هذه الأسرة والمؤسّس لهذه الخزانة ، فكانت المصدر لثقافته والمنبع لعلومه.
له عدد من الأختام أقدمها يرجع إلى سنة (١١٩٩هـ) : (أقلّ موالي أحمد بن