سيكون محتاجاً إلى زمان آخرَ ، وهذا محالٌ(١). ثمّ أجاب البحراني عن هذا الإشكال بأنّ المضمار ليس اسماً لمجرّد الزمان ، بل هو زمانٌ مُشْتَمِلٌ على حَدَث هو التضميرُ ونحوه : «إنّ مُصْطَبَحَ القومِ اليومَ ... فيصحُّ الإخبارُ عن هكذا زمان إذا قُيِّدتْ بِوَصْف ، واشتملتْ على أحْداث يَتَخَصَّصُ بها»(٢). والمضمارُ لمّا كان عبارة عن الزمان الذي تضمر فيه الخيل ، وهو زمانٌ مخصوص لتقيِّدِه بوصف مخصوص صحّ الإخبارُ عنْه باليومِ.
وأمّا (وغداً السباق) ، فجوّز البحراني فيه نصب (السباق) على أنّه اسم (إنّ) ، و (غداً) في موضع الخبر ، ومَنَعَ رَفْعَ (السباق) ، لأنّه لو كان خبراً لكان (غداً) اسمَه ، فيكونُ هو المبتدأ في الأصل ، و (السباق) خبره ، وهذا لا يجوز ، لأنّ السباقَ ليس محمولاً على (غداً) ، إذ لو كان محمولاً عليه لكان الحمل بمعنى (هو) نحو : (الإنسان الضحّاك ، أي : هو الضحّاكُ) ، أو الحَمْل بمعنى (ذو) كقولنا : (الجسم الأبيض ، أي : ذو بياض) ، ولا واحد من المعنيين بحاصل في (غداً السباق) ، لذا مَنَع أن يكونَ السباقُ خبرَ (إنّ) قال : «وهو ظاهرُ الفسادِ ، لأنّ الحكمَ بِشَيء على شيء ، إمّا بمعنى أنّه هو هو ، كما يُقال : الإنسانُ هو الضحّاكُ ، أو على أنّ المحكومَ عليه هو المحكومُ به ، كما يُقال : الجسمُ الأبيض أي : ذو بياض ، فيمتنع أن يكون خبر (إن)»(٣) ، ويستدرك البحراني على ذلك مُجَوِّزاً رفعَ (السباق) «على تقديرِ
__________________
(١) ينظر : شرح نهج البلاغة (البحراني) ٢ / ٦٢ ؛ منهاج البراعة (الخوئي) ٤ / ٤.
(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ٦٣.
(٣) شرح نهج البلاغة ٢ / ٦٣.