الأوّل من القرن الرابع دونما شكّ ولا سيّما إذا أخذنا بنظر الاعتبار روايته عن أحمد بن عبيد النرسي (تاريخ دمشق ٦ / ١٦) الذي توفّي سنة (٢٧٩ / ٢٨٠ق).
وعلى ضوء هذه المعلومات فيبدو من المستغرب رواية البستي عن ابن الجندي المتأخّر طبقةً عن البستي بشكل ملحوظ ولكن ممّا يساعد على تبديد الاستغراب الأخذ في الحسبان أنّ ابن بطّة العُكبَري هو الذي روى عن شيخه أحمد بن مطرّف عن ابن الجندي (الإبانة لابن بطّة ٢ / ٤٥٨) وابن بطّة هو من أقران ابن الجندي حيث ولد سنة (٣٠٤ ق) وتوفّي سنة (٣٨٧ ق).
وبعد هذا وذاك فبإمكاننا أن نعتبر رواية البستي عن ابن الجندي من رواية الأكابر عن الأصاغر وهذا القسم من رواية الحديث وإن لم نعتبره قاعدة أوّلية مطّردة إلاّ أنّـه طالما عرفه المحدّثون وتحدّثوا عن نماذجها من الرواة الذين تمثّل ذلك في أسانديهم (راجع كنموذج : تدريب الراوي ٢ / ٧١٢ ـ ٧١٥) وأفردوا لهذا الموضوع عدداً من التصانيف (راجع مثلاً : ما رواه الأكابر عن مالك لمحمّد بن مخلد ، تحقيق عوّاد الخلف ، بيروت ، مؤسّسة الريان ، ١٤١٦ق) و (الجزء الأوّل ممّا رواه الأكابر عن الأصاغر من المحدّثين من الأفراد ، جمع الحافظ أبي بكر محمّد ابن محمّد الباغندي ، تحقيق : خالد بن محمّد باسمح ، دار التوحيد ، ١٤٢٨ ق وغيرهما من الدراسات).
٩ ـ إسماعيل بن علي بن الحسين أبو سعد السمّان الحافظ الرازي (م ٤٤٥ ق) :
قال عنه السمعاني : «من أهل الري ، كان حافظاً رحّالاً ، سافر إلى العراق