متعدّدة ، لأحوال مختلفة ، فمن الطبيعي أن يستعمل عليهالسلام الأفعال بدلاً من الأسماء.
أساليب الجمل الفعلية في دعائه عليهالسلام :
١ ـ النداء وفعل الأمر : وقد افتتح دعاءه عليهالسلام به ، بقوله : «اللّهمّ صلِّ على محمّد وآله» وجاء النداء بقوله : (اللّهمّ) وهذه المفردة هي «نداءٌ والميمُ ها هنا بدلٌ من يا ، فهي ها هنا فيما زعم الخليل رحمهالله آخر الكلمة بمنزلة (يا) في أوّلها ، إلاّ أنّ (الميم) ها هنا في الكلمة كما أنّ (نون) المسلمين في الكلمة بُنيت عليها. فالميم في هذا الاسم حرفان أوّلهما مجزومٌ ، والهاء مرتفعةٌ لأنّه وقع عليها الإعراب»(١). ثمّ جاء بفعل الأمر وهو «صلِّ». واستعمل الإمام عليهالسلام في هذا الدعاء وغيره فعل الأمر إذا أراد أن يُنعمَ عليه الله تعالى بحاجاته ، وقد تكرّرت جملة «اللهمّ صلِّ على محمّد وآله» مرّات متعدّدة في هذا الدعاء.
٢ ـ الدعاء بفعل الأمر : الأمر هو «طلب وقوع الفعل من الفاعل المخاطب بغير لام الأمر مثل : (جىء واجتهدْ وتعلّمْ)»(٢). واحترز بهذا التعريف عن معنى الأمر بلام الأمر ؛ فهذه اللاّم تدخل على الفعل المضارع وتفيد معنى الأمر ، إلاّ أنّه ليس بأمر بالمعنى الاصطلاحي ، وقد وضع الغلاييني علامة له بـ : «أن يدلّ على الطلب بالصيغة ، مع قبوله ياء المؤنّثة المخاطبة مثل اجتهدي»(٣) ، وذهب الراغب
__________________
(١) الكتاب ١ / ١٣٢.
(٢) جامع الدروس العربية ١ / ٢٧.
(٣) المصدر نفسه ١ / ٢٧.