اهتماماً كبيراً حيث نرى ذلك واضحاً في أقدم التفاسير القرآنية مثل تفسير الطبري ومعاني القرآن للفرّاء. وفي نهاية القرن الثالث اختار ابن مجاهد (ت٣٢٤ هـ) القراءات السبعة من بين سائر القراءات المختلفة حيث ألّف كتاب السبعة ، حيث أدّى هذا الأمر في القرون التالية إلى تثبيت القراءات السبعة في قبال القراءات الشاذّة وغير المعترف بها رسميّاً(١).
وإنّ البحث عن وجود المجاز في القرآن أيضاً هو واحد من أهمّ الأبحاث النظرية فيما يتعلّق بالنصّ القرآني حيث يعدّ من أقدم المواضيع المطروحة بين علماء الإسلام في القرون الأولى ، وإنّ جذور هذه البحوث نستطيع العثور عليها في البحوث العلمية الأولى للمعتزلة ، إلاّ أنّ هذا الموضوع جلب اهتمام الكثير من العلماء والمفسّرين الإسلاميّين في نهاية القرن الثالث الهجري ، وقد ذكر ابن النديم في فهرسته (ص٧٣) كتاب الردّ على من نفى المجاز من القرآن للحسن بن جعفر الرحّي ، وهذا العنوان في حدّ ذاته يكشف لنا عن وجود أبحاث كثيرة في زمن تأليف الكتاب تناولت نفي وإثبات موضوع المجاز في القرآن. هذا وإنّ عبد العظيم المطعني في كتاب المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة والمنع(٢) قد بيّن جوانب مختلفة لظهور وتطوّر مسألة المجاز في القرآن في أقدم المصادر الأدبية والنحوية والبلاغية والتفسيرية للقرن الثاني وما بعده من القرون(٣).
__________________
(١) انظر فهرست ابن النديم : ٣٨ ـ ٣٩ للاطّلاع على فهرسة لأقدم الآثار في موضوع القراءات.
(٢) المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الإجازة والمنع ١ / ٥ ـ ٦٠٢.
(٣) انظر أيضاً : الاتجاه العقلي في التفسير لنصر حامد أبو زيد : ٩١ ـ ١٣٧.