مسألة لبس المشكوك في الصلاة ، التي كانت مسألة مهمّة مطروحة بين علماء النجف وكربلاء وسامرّاء ، فكنتُ أقول بالجواز ، ويقول جناب الميرزا المذكور بنفي الجواز ، والسيّد السند متوقّفاً ، فكتبت فيها رسالة مطوّلة محتوية على مقالات النافين وما فيها وعليها ، بأدلّة واضحة توجب اليقين ، وستجيء الإشارة إليها في تعداد المصنّفات إنْ شاء الله تعالى.
ثمّ اعلم أنّي وصلت طهران يوم الرابع من شهر شعبان سنة واحد وثلاثمائة بعد الألف ونزلت بيت والدي مع أهلي وأولادي الثلاث : (جاسم) و (هاشم) و (كاظم). وكان الأوّل منهم مولوداً في النجف ، والثاني والثالث مولودَيْن في سامرّاء ، وهم موجودون الآن ، وأصغرهم أفضل وأعلم أهل عصره ، لكونه ذا يد طويلة في العلوم القديمة معقولاً ومنقولاً ، والعلوم الجديدة المعمولة في الأفرنج سيّما الهندسة ، وكان لي خادماً(١) يخدمنا في السفر ، ولم يكن دار والدي قابلاً لبقائنا فيها ، فلم يكن بدّ لنا من الخروج عنها ، فاستأجروا لي داراً صغيرةً في (كوچه غريبان) نزلت فيها في أواخر شعبان.
وكان صاحب الدار رجلاً عطّاراً مقدّساً وبأهل العلم مستأنساً ، فجاء إليّ بعد ورودي في داره لملاقاتي والتّبريك ، وبعد مقدارمن الأسئلة والأجوبة قال لي : أما تصلّي أنت في المسجد ، والصلاة فيه أفضل من البيت؟ قلت : ليس هنا مسجد أصلّي فيه.
قال : موجود في (البازارچه) ، لكنّه صغير له أسطوانة واحدة.
__________________
(١) الظاهر رجوعه لولده كاظم.