تعالى أن يصنع شمّامة فاخرة للروضة النبويّة الطاهرة ، وقد بذل فيها أموالاً طائلة واستخدم الفنّانين المهرة ، وصُنعت من الذهب الخالص ، وحُشّيت عنبراً طيّباً ، وتزيّنت بمئات الأحجار الثمينة التي لاتوجد إلاّ في خزائن الملوك.
واتّصل بالحكومة العثمانية آنذاك وأخذ الموافقة من السلطان مصطفى خان العثماني ، (حكم من ١١٠٦ ـ ١١١٥هـ) ، وبعد إتمام صنع الشمّامة أرسلت إلى المدينة المنوّرة ، لكن منع متولّي الحرم نصبها ، إلاّ بموافقة السلطان العثماني الجديد وهوأحمد خان الثالث (حكم من ١١١٥ ـ ١١٤٣هـ) ، فامتنع السلطان ، فكتب السلطان الصفوي إلى العثماني ثانياً ، وأوضح له قصّة الشمّامة وإذن السلطان السابق ، وقيمة الشمّامة ، فوافق السلطان العثماني.
لكن لمّا فتحوا الصندوق في المدينة وجدوه خالياً ، فاضطرب لذلك متولّي الحرم والقضاة ، ولمّا أُخبر السلطان العثماني شدّد النكير عليهم ، فعُلم أنّ السارق نفرٌ من خدمة الحرم الشريف ، واسترجع بعض قطعات منها ، وأمر السلطان العثماني بصياغتها من جديد.
وهذه القصّة طالت لسنوات حتّى سنة ١١٢٠هـ ، وقد اعتمد الشيخ الواثقي في تحقيق ودراسة الموضوع على :
أ ـ رسالة (كسر الشمّامة للشيخين كرامة) ، لعمر بن علي السمهودي المدني.
ب ـ ثلاثة نصوص تاريخية مهمّة عن واقعة الشمّامة.
ج ـ وثيقتان من الأرشيف العثماني حول وضع الشمّامة المذكورة في الروضة النبوية ومحاكمة السارقين والمتهاونين في موضوع الشمّامة.