من العلماء المجاورين بمكّة المعظّمة ، وهو الشيخ شمس الدين حسين بن محمّد الشيرازي مولداً المكّي مسكناً ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري.
ولهذا الدعاء منزلة سامية في نفوس العلماء والمؤمنين من شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، فمضافاً إلى دأبهم في قراءتها في يوم عرفة انبرى نفرٌ من علمائنا لشرح هذا الدعاء ، بعشرات الشروح بين مطبوع ومخطوط ، وليس ذلك إلاّ لأهمّية هذا الدعاء ، وما يتضمّنه من معارف ومضامين عالية في التوسّل والتضرّع والابتهال إلى العليّ القدير في يوم عرفة المبارك.
وقد كانت مكّة المعظّمة في القرن الحادي عشر تزدحم بالعلماء والمحصّلين من الشيعة الإمامية ، وكانت لهم جامعة علمية وحوزة دينية ناشطة وعامرة بالإفادة والاستفادة والتأليف والتدريس ، وممّا يتبيّن من مقدّمة هذا الشرح النفيس أنّ جملة من الطلبة التمسوا من العلاّمة المِفَنّ الشيخ شمس الدين حسين ابن محمّد الشيرازي المكّي أن يشرح هذا الدعاء ويقوم بإعراب كلماته وتوضيح مشكلاته.
يمتاز هذا الشرح بعدّة من الخصائص نشير إليها من خلال الأُمور التالية :
١ ـ يهتمّ هذا الشرح بإعراب الكلمات ومحلّها من الإعراب في اللّغة العربية ، وهونتيجة الطلب الذي لبّاه المصنّف ، فقد سلك فيه مسلك الإعراب بناءً على ما طُلب منه.
٢ ـ توضيح الكلمات المشكلة ، وتفسيرها لغة ، ومن هنا تبدو براعة المصنّف اللغوية وإحاطته بالعلوم العربية ، وكثيراً ما يستشهد في التفسير اللغوي إلى ما ذكره الجوهري في الصحاح ، أو الراغب في المفردات.