والعسكر اذا قاتل في السفينة كان للفارس سهمان وللراجل سهم ، وكذا اذا تقدم الرجالة فقاتلوا وغنموا دون الفرسان .
و كان علي الله يعجل في قسمة المال على مستحقيه .
فعن هلال بن مسلم عن جده قال : « شهدت علي بن ابي طالب الا اتى بمال عند المساء فقال : اقسموا هذا المال فقالوا : قد امسينا يا امير المؤمنين فاخره الى غد ، فقال لهم : تتقبلون انني اعيش الى غد ؟ قال : وماذا بايدينا ؟ قال: فلا تأخروه حتى تقسموه ، قال : فأتى بشمع فقسموا ذلك المال من غنائمهم » (١) .
و عن بكر بن عيسى قال : كان علي الله يقول : « يا اهل الكوفة ان خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي وغلامي فانا خائن » ، و كانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة من ينبع ، وكان يطعم الناس الخل واللحم ، ويأكل من الثريد بالزيت ، ويجللها بالتمر العجوة ، وكان ذلك طعامه ، وزعموا انه كان يقسم ما في بيت المال فلا تأتي الجمعة وفي بيت المال شيء ، ويأمر ببيت المال في كل عشية خميس فينضح بالماء ثم يصلي فيه ركعتين الخ ) (٢) .
وعن مسلم البجلي قال : اعطى علي الله الناس في عام واحد ثلاثة اعطيه ، ثم قدم عليه خراج اصفهان فقال: يا ايها الناس اغدوا فخذوا فوالله ما انا لكم بخازن ثم امر ببيت المال فكنس ونضح وصلى فيه ركعتين ، ثم قال : «يا دنيا غري غيري ثم خرج فاذا هو بحبال على باب المسجد فقال : ( ما هذه الحبال ؟ فقيل جيء بها من ارض کسری ، فقال : اقسموها بين المسلمين الخ ) (۳) .
وكان علي الا لا يفضل في العطاء، ويقسم بالسوية ، فروى ان طائفة من اصحاب امير المؤمنين لها مشوا اليه عند فرق الناس عنه وفرار كثير منهم الى معاوية طلبا لما في ايديه من الدنيا ، فقالوا : يا امير المؤمنين اعط هذه الأموال ، وفضل هؤلاء
(۱) و (۲) و (۳) الوسائل الباب ٤٠ من ابواب الجهاد الحديث ١ وه و ٦.