فقلت : يا رسول اللّه ، ما هذه الفتنة التي أخبرك اللّه بها ؟ فقال : يا عليّ ، إنّ اُمّتي سيفتنون من بعدي» إلى أن قال : «وقال صلىاللهعليهوآله : سيفتنون بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ، ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلّون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء السايبة (١) ، فيستحلّون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع» (٢) الخبر .
وفي تفسير الكلبي قال : لمّا نـزل قوله تعالى : ( وْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا ) (٣) قام النبيّ صلىاللهعليهوآله فتوضّأ فصلّى فسأل اللّه سُبحانه أن لا يبعث على اُمّته عذاباً من فوقهم ، أو من تحت أرجلهم ، ولا يلبسهم شيعاً ، ولا يذيق بعضهم بأس بعض ، فنزل جبرئيل عليهالسلام ولم يجرهم من الخصلتين الأخيرتين فنزل ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا ) الآيتين ، فقال جبرئيل : لابدّ من فتنة تبتلي بها الاُمّة بعد نبيّها ليتبيّن الصادق من الكاذب (٤) . الخبر .
وروى جلال الدين السيوطي (٥) من أعاظم علماء الجمهُور ومحدّثيهم في جامعه الكبير من كتاب حلية الأولياء ، وكتاب أمالي أبي نصر
__________________
(١) في المصدر «الساهية» .
(٢) نهج البلاغة : ٢٢٠ الخطبة ١٥٦ بتفاوت يسير .
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٦٥ .
(٤) حكاه عنه الطبرسي في مجمع البيان ٢ : ٣١٥ .
(٥) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمّد بن أبي بكر المشتهر بجلال الدين السيوطي ، ولد سنة ٨٤٩ هـ ، له كتب كثيرة منها : الجامع الكبير في الحديث ، والإتقان في علوم القرآن ، والأشباه والنظائر ، مات سنة ٩١١ هـ .
انظر : هدية العارفين ٥ : ٥٣٤ ، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، للسخاوي ٣ : ٦٥ / ٢٠٣ ، الأعلام ٣ : ٣٠١ .