وفي صحيح البخاري ، عن قيس بن سعد بن عبادة (١) ، عن عليّ بن أبي طالب : «أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة» (٢) .
والأخبار في وقوع الامتحان كثيرة جدّاً ، وسيأتي أكثرها فيما يناسب ، لاسيّما في فصول الباب الثاني ، وفي عدّة منها إشارة إلى أنّ عمدة الامتحان بسبب الإمامة ، وفي عليّ عليهالسلام مع امتحانه بهم ، وستأتي شواهدها أيضاً في فصول فضائله .
قال الجاحظ (٣) بعد نقله جمّة من فضائل عليّ عليهالسلام ـ كما يأتي في محلّه ـ : وممّا يضمّ إلى جملة القول في فضل عليّ عليهالسلام أنّه أطاع اللّه قبلهم ومعهم وبعدهم ـ يعني الصحابة ـ و امتُحِن بما لم يُمتحَن به ذو عزم ، وابتُلي بما لم يُبتلَ به ذو صبر (٤) . انتهى .
وقد روى عليّ بن إبراهيم القُمّي (٥) في تفسيره : عن أبيه ، عن محمّد
__________________
(١) قيس بن سعد بن عبادة بن دُلَيْم بن حارثة الأنصاري الخزرجي ، يكنّى أبا عبد الملك ، وقيل : أبا عبداللّه ، صحابي من ذوي الرأي والمكيدة في الحرب ، وله ١٦ حديثاً ، مات سنة ٦٠ هـ وقيل : ٥٩ .
انظر : اُسد الغابة ٤ : ١٢٤ / ٤٣٤٨ ، الإصابة ٣ : ٢٤٩ / ٧١٧٧ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٠٢ / ٢١ ، الأعلام ٥ : ٢٠٦ .
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٩٥ ، ٦ : ١٢٣ ـ ١٢٤ .
(٣) هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني ، كنيته أبو عثمان ، المعروف بالجاحظ : رئيس الفرقة الجاحظيّة من المعتزلة ، وكبير أئمّة الأدب ، وكان من الذكاء والحفظ بمكان ، له كتب منها : الحيوان ، والبيان والتبيين ، والمحاسن والأضداد ، ولد سنة ١٥٠ ، ومات سنة ٢٥٥ هـ في خلافة المعتزّ .
انظر : تاريخ بغداد ١٢ : ٢١٢ / ٦٦٦٩ ، معجم الأدباء للحموي ١٦ : ٧٤ ، الأعلام ٥ : ٧٤ .
(٤) أورده الأربلي في كشف الغمّة ١ : ٣٥ ، والقندوزي في ينابيع المودة ١ : ٤٧٢ .
(٥) عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، ثقة في الحديث والتفسير ، صحيح المذهب بلا