عنـد أبي الدرداء بعـد نفي عثمان أبا ذرّ إلى الربذة إذ دخـل رجـل من أهل المدينة ، فقال له : أين أدركت أبا ذرّ؟ قال : بالربذة ، فقال : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، لـو أنّ أبا ذرّ قطع منّي عضواً لما هيّجته ؛ لما سمعت من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول فيه من المدائح (١) .
ونقل فيه : أنّ الحكم بن أبي العاص (٢) ـ والد مروان بن الحكم ـ كان عمّ عثمان بن عفّان ، وكان من مُسلمة الفتح ، وأنّه كان يستمع بعض أسرار النبيّ صلىاللهعليهوآله فيفشي ذلك عنه ، وكان يمشي فيحكي في مشيه مشي النبيّ ـ فإنّه صلىاللهعليهوآله كان إذا مشى يتكفّأ ـ فأخرجه النبيّ صلىاللهعليهوآله من المدينة ، فنزل بالطائف ، وخرج معه ابنه مروان ، فلم يزل الحكم بالطائف إلى أن ولي عثمان ، فردّه عثمان إلى المدينة وبقي فيها ، بل أدخله في اُموره (٣) .
وروى فيه : عن عائشة أنّها قالت لابنه مروان : أمّا أنت يا مروان ، فأشهد أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لعن أباك وأنت في صلبه (٤) .
__________________
النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومات سنة ٧٨ هـ .
انظر : تهذيب الكمال ١٧ : ٣٣٩ / ٣٩٢٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٥ / ١٠ ، تهذيب التهذيب ٦ : ٢٢٥ / ٥٠١ .
(١) الاستيعاب ١ : ٢٥٦ .
(٢) هو الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي ، يكنّى أبا مروان طريد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، هلك سنة ٣١ هـ .
انظر : الاستيعاب ١ : ٣٥٩ / ٥٢٩ ، أسد الغابة ١ : ٥١٤ / ١٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٠٧ / ١٤ ، الإصابة ١ : ٣٤٥ / ١٧٨١ .
(٣) الاستيعاب ١ : ٣٥٩ ، ٣٦٠ .
(٤) الاستيعاب ١ : ٣٥٩ ، ٣٦٠ .