غدراً وأخذه وحَبَسه وقتل جماعة من حرّاسه وأتباعه وأرسله إلى عائشة ، فأمرت بضرب عنقه ، فقالت لها امرأة : نشدتك اللّه اُمّ المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فقالت : احبسوه ولا تقتلوه ، فضربوه ونتفوا شعر لحيته وحاجبيه وأشفار عينيه ، فبلغ الخبر إلى حُكيم (١) ، فقال : لست أخاه إن لم أنصره ، فجاء في سبعمائة من عبد القيس إلى ابن الزبير وقال : أطلقوا عثمان حتّى يأتي عليّ عليهالسلام ، مع أنّ دماءكم لحلال بمن قتلتم البارحة من إخواننا ، أما تخافون اللّه ! بم تستحلّون الدماء؟ قالوا : بدم عثمان ، قال : فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان أو حضروا قتله ؟ أما تخافون اللّه .
فقال ابن الزبير : لا نطلق عثمان ، ولا نسكت عنكم حتّى يخلع عليّاً عليهالسلام .
فقال حُكيم : اللّهم اشهد ، اللّهم اشهد ، ثمّ قال لأصحابه : إنّي لست في شكٍّ من قتال هؤلاء ، فمن كان في شكٍّ فلينصرف ، فقاتل حتّى قُتل (٢) .
ونقل فيه عن حبيب بن مسلمة (٣) أنّه كان من الصحابة ، وولاّه عمر
__________________
(١) هو حُكيم بن جبلة بن حصين العبدي من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ، كان رجلاً صالحاً ، مطاعاً ، شجاعاً في قومه ، ومن سادات عبد القيس ، وزهّاد ربيعة ، وعدّه أمير المؤمنين عليهالسلام من عبّاد أهل البصرة ومخبتيهم كما في مكتوبه ، قُتل سنة ٣٦هـ .
انظر : تنقيح المقال ١ : ٣٦١ / ٣٢٥٦ ، أعيان الشيعة ٦ : ٢١٣ ، الاستيعاب ١ : ٣٦٦ / ٥٤٠ ، اُسد الغابة ١ : ٥٢١ / ١٢٣٣ .
(٢) الاستيعاب ١ : ٣٦٦ ـ ٣٦٩ .
(٣) هو حبيب بن مَسلمة بن مالك الأكبر القرشيّ الفهريّ ، يكنّى أبا عبد الرحمن ، يقال له : حبيب الروم ؛ لكثرة دخوله بغزوهم ، ولاّه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة ، ثمّ ضمّ إليه أرمينية وآذربيجان ، ويكفي في خبث سيرته ما نقله المؤلّف ، هلك سنة ٤٢ هـ .
انظر : الاستيعاب ١ : ٣٢٠ / ٤٧٠ ، اُسد الغابة ١ : ٤٤٨ / ١٠٦٨ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٨٨ / ٣٧ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٦٧ / ٣٤٩ .