أعمال الجزيرة وآذربيجان ، ثمّ كان مع معاوية مجاهراً بعداوة عليّ عليهالسلام ، فصار بينه وبين الحسن عليهالسلام كلام ، فقال له الحسن عليهالسلام : «أنت كما قال اللّه سبحانه : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (١) ، وأنت الذي قد طاوعت معاوية على دنياه ، وسارعت في هواه ، فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك» (٢) ، الخبر .
ونقل فيه أيضاً عن جمع منهم الشعبي وابن أبي ليلى : أنّ عليّاً عليهالسلام قال في خطبته حين نهوضه إلى حرب الجمل : «إنّ اللّه تعالى فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره» إلى أن قال : «واللّه ، إنّ طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أنّي على الحقّ ، وأنّهم مبطلون» .
وقال : «إنّهم الفئة الباغية ، بايعوني ونكثوا بيعتي ، وإنّي لراضٍ بحجّة اللّه عليهم وعلمه فيهم ، وما تَبِعةُ عثمان إلاّ عندهم» (٣) .
ونقل فيه أيضاً : اتّفاق الناس على أنّ مروان بن الحكم رمى طلحة بسهم يوم الجمل ، وكان معه في الحرب فقتله ، وقال : لا أطلب بثأر عثمان بعد اليوم (٤) .
ونقل فيه عن ابن عبّاس : أنّه أتى معاوية بعد الحسن عليهالسلام ، فقال له يا بن عبّاس ، احتسب الحسن لا يحزنك اللّه ولا يسوءك ، فقال : أما ما أبقاك اللّه لي يا أمير المؤمنين ، فلا يحزنني اللّه ولا يسوءني ، فأعطاه بكلمته هذه ألف ألف وعروضاً وأشياء ، وقال : خذها واقسمها على أهلك (٥) .
__________________
(١) سورة المطففين ٨٣ : ١٤ .
(٢) الاستيعاب ١ : ٣٢٠ ـ ٣٢١ بتقديم وتأخير في بعض الألفاظ .
(٣) الاستيعاب ٢ : ٤٩٨ ـ ٤٩٩ بتقديم وتأخير في بعض الألفاظ .
(٤) الاستيعاب ٢ : ٧٦٨ ـ ٧٦٩ بتفاوت .
(٥) الاستيعاب ١ : ٣٩٠ .