بالاجتماع على ذلك ، وجمع سائر ما كان عند الناس من المصاحف فأحرقها ، حتّى ما جمعه عمر وزيد ، ومصحف ابن مسعود واُبيّ بن كعب (١) وغيرهم معتذراً بأنّ مراده رفع الاختلاف ، وجميع هذا ممّا استفاضت فيه أَخبار المخالفين (٢) .
وفي الأخبار المستفيضة عن أهل البيت عليهمالسلام : ( (٣) أنّ مقصدهم إنّما كان إسقاط ما لم يريدوا ذكره ونحو ذلك ، كإسقاط أسامي جماعة من المشركين ، ولفظةٍ «في عليّ» من آية التبليغ (٤) (٥) وأمثال ذلك .
حتّى ورد في أخبار : «أنّ اللّه تعالى لمّا كان يعلم بعلمه الكامل أنّهم يُسقطون بعض الأشياء الصريحة ، أجمل في ذكر بعض الأشياء ليسلم من
__________________
(١) هو أُبيّ بن كعب بن قيس النجّاري الأنصاري المدني ، يكنّى أبا المنذر ، أسلم وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، آخى النبيّ صلىاللهعليهوآله بينه وبين سعيد بن زيد ، شهد العقبة الاُولى وبدراً ، والمشاهد كلّها مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقد عُدّ من القرّاء ، وتصدّى لإقراء كتاب اللّه تعالى .
واختلف في وفاته على أقوال ، منها : أنهّ مات سنة ٢٠ هـ .
انظر : رجال البرقي : ٦٣ ، رجال الطوسي : ٢٢ / ١٥ ، الخلاصة للعلاّمة الحلّي : ٧٤ / ١٢٣ ، الطبقات لابن سعد ٣ : ٤٩٨ ، الاستيعاب ١ : ٦٥ / ٦ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ : ١٠٨ / ٤٤ ، طبقات القرّاء ١ : ٩ / ٣ .
(٢) انظر : جامع الاُصول ٢ : ٥٠١ / ٩٤٧ ، و٥٠٣ / ٩٧٥ ، التسهيل لعلوم التنزيل ١ : ٤ ، تفسير غرائب القرآن للنيسابوري في هامش جامع البيان ١ : ٢٣ ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١ : ٥٢ ـ ٥٤ .
(٣) من هنا إلى صفحة ٤١٣ هامش (٢) بياض في «ن» .
(٤) سورة المائدة ٥ : ٦٧ ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ . . . ) .
(٥) انظر : تفسير العيّاشي ٢ : ٦٣ ، اختيار معرفة الرجال : ٣٥٨ / ٥١١ ، ثواب الأعمال : ١٣٧ / ١ ، تفسير القمي ١ : ١٠ ، شواهد التنزيل ١ : ١٨٧ / ٢٤٣ ، الاحتجاج ١ : ١٣٨ ـ ١٤٣ / ٣٢ .