أصولهم ، لكي يقتدي بها الغابرون من شيعتهم ، و يتعلمونها ويراجعونها في أحكام دينهم ، و قد حبس غبار النسيان على وجوه الاُصول المدونة في هذا زمان ، و أنسجت عناكب الدهر الخوان على مجمع علوم أئمة أهل الإيمان .
فشمرت ذيلي مع قصور باعي لذكر أسامي الكتب الإسلامية على ترتيب حروف الهجاء ، من باب الألف إلى أن ينتهي إلى باب الياء ، لعل الله أن يشمل التوفيق لأحد من الناس و يطلبها من أقطار البلاد ، و يجمعها من أصقاع الأرضين من العباد ، و يجمع شتاتها في محل واحد ، و يُنظم دُررها في حبل فارد ، فإنّ فيه إحياء آثار أهل البيت الطاهرين ، و الفوائد المتفرعة على ذلك لا تخفى على أحد من المسلمين ، و الله شهيد على أن نيّتي ليس إلّا ذلك متقرباً بذلك إلى الله وسائلاً منه المثوبة و الزلفى .
فقد روي السيد ابن طاووس في (كشف المحجة) بإسناده إلى (جامع ابن الوليد) عن مفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « أُكتب وبث علمك في إخوانك ، فإن مت فوّرث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلّا بكتبهم » (١) .
و في البحار نقلاً عن كتاب عاصم بن حميد عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « اكتبوا فإنكم لا تحفظون إلّا بالكتاب » (٢) .
و منه عن أبي بصير : قال دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال : « دخل عليّ أناس من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث و كتبوها ، فما يمنعكم من الكتاب أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا » (٣) . . الخبر .
و فيهما كفاية عمّا نحن بصدد إثباته ، لكن لما كان بعض الكتب لم يسم
__________________
(١) كشف المحجة : ٣٥ .
(٢) بحار الأنوار ٢ : ١٥٣ / ٤٦ .
(٣) بحار الأنوار٢ : ١٥٣ / ٤٧ .