و في ترجمة عبيدالله بن علي بن أبي شعبة الحلبي ، نقلاً عن خلاصة العلّامة ، بعد ذكر تجليل آل شعبة و الحكم بوثاقتهم جميعاً ، ما هذا لفظه : و كان عبيد الله كبيرهم و وجههم ، و صنف الكتاب المنسوب إليه ، و عرض على الصادق عليهالسلام و صححه و استحمنه ، و قال عند قراءته : ليس لهؤلاء في الفقه مثله ، و هو أول كتاب صنّفه الشيعة (١) . و في رجال الميرزا بعد ترجمته نقلاً عن كتاب البرقي : و كان متجره إلى حلب فغلب عليه هذا اللقب ، مولى ، ثقة ، صحيح ، له كتاب و هو أول ما صنفه الشيعة (٢) ، فليتفطن (٣) .
و نحن ـ بتوفيق الله و منّه ـ نبدأ بذكر القرآن العظيم ، تيمناً و تبركاً بتقدمته و مستضيئاً بنوره وضوئه ، تبعاً لكلام هذا المحدّث المتقدم العالي كلمته ، فإنه على ذلك هو أول كتاب جمعه مولانا و مولى المؤمنين و حجة الله على الخلق أجمعين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام .
فنقول : إن المستفاد من آثار أهل بيت العصمة في غير خبر ، أن القرآن المنزل على خاتم النبيين صلىاللهعليهوآله أجمعين لم يكن مجموعاً في دفتر و لا كتاب حسب ما أنزل الله تعالى على نبيه ، و لمّا أيتم الله
__________________
المتوفى سنة ١٥٦ ، ذكرهما الخطيب البغدادي ، و قيل : ربيع بن صبيح المتوفى سنة ١٦٠ ، قاله : أبو محمّد الرامهرمزي ، ثم صنّف سفيان بن عيينة و مالك بن أنس بالمدينة ، و عبد الله بم وهب بمصر ، و معمر و عبد الرزاق باليمن ، و سفيان الثوري و محمّد بن فضيل بن غزوان بالكوفة ، و حمّاد بن سلمة و روح بن عبادة بالبصرة ، و هشيم بواسط ، و عبدالله بن المبارك بخراسان ، و كان مطمع نظرهم في التدوين ضبط معاقد القرآن و الحديث و معانيهما ، ثم دونوا فيما هو كالوسيلة إليهما . (منه قده) .
أنظر كذلك التهذيب ٦ : ٣٥٧ .
(١) رجال العلّامة ١١٢ / ٢ .
(٢) رجال البرقي : ٢٣ .
(٣) منهاج المقال : ٢١٨ .