الوعاظ ان يعظوا من كتاب دعائم الاسلام ، وجعل لمن حفظه مالاً (۱) .
انتهى .
فانظر الى شدة تعصبه، حيث لم يذكر اسم مؤلّفه ومذهبه ، مع طول باعه وبنائه عليه ، وعلى ذكر تاريخ وفاته (٢) .
وفي هدية الاحباب في محكي الدعائم ما هذا لفظه : وقد رووا ان رجلاً من خراسان حج فلقى أبا حنيفة وكتب عنه ، ثم عاد في العام الثاني فلقيه فعرضها عليه ثانية ، فرجع عنها كلها ، فحتى الخراساني التراب على رأسه وصاح .
فاجتمع الناس عليه فقال : يا معشر الناس هذا رجل افتاني في العام الماضي بما في هذا الكتاب ، فانصرفت الى بلدي في العام الماضي فحللت به الفروج ، وارقت به الدماء ، واخذت به واعطیت به المال ، ثم رجع (۳) عنه العام كله .
قال أبو حنيفة : انما هو رأي رأيته ، ورأيت الآن خلافه .
قال الخراساني : ولعلي لو أخذت عنك العام ما رجعت اليه لرجعت
لي عنه عن قابل .
قال أبو حنيفة : لا أدري .
قال الخراساني : لكني أدري أن عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (٤) .
(۱) كشف الظنون ١ : ٧٥٥ .
(۲) مستدرك الوسائل ۳ : ۳۲۱ .
(۳) في المصدر زيادة : لي .
(٤) هدية الأحباب : ١٣ .