بسم الله الرحمن الرحيم
الباب التاسع عشر : في ذكر الكتب المبدوءة بالقاف من صحف علمائنا الأبرار وسائر فرق الشيعة ، ممن لهم ذكر في كتب الآثار، على نحو الإيجاز والاختصار، مما اطلعت عليه أو رأيته في زبر أصحاب الرجال ، أو كتب الأخبار، وأسال الله التوفيق لذلك .
ولما كان المقصد الأهم نشر آثارهم ، وذكر ما تفضل الله عليهم من المآثر والمحامد ، ابتدأت تبركاً بذكر الراوي العظيم الشأن والمقام عند أئمة الأنام أبي سعيد أبان بن تغلب البكري ، من رجال علي بن الحسين، وأبي جعفر محمد بن علي، وأبي عبدالله جعفر بن محمد عليهم الصلاة والسلام ، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة ، في حياة أبي عبد الله الا ، ولما أتاه نعيه الله ، قال الله : أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان ..
وذكر أرباب الرجال في ترجمته : ولأبان رحمة الله عليه قراءة مفردة . أخبرنا بها أحمد بن محمد بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، عن الرجال المذكورين في النجاشي، المنتهي إلى محمد بن موسى ابن أبي مريم - صاحب اللؤلؤ - قال : سمعت أبان بن تغلب ، وما رأيت أحداً أقرأ منه ، يقرأ القرآن من أوله إلى آخره ، وذكر القراءة . وسمعته يقول : إنما الهمزة رياضة (٢) .
أقول : قد فصل في كتب الصرف أن العرب قد اختلفت في كيفية التكلم بالهمزة ، فقريش وأكثر أهل الحجاز خففها ، لأنها أثقل حروف
(١) أثبتناه من رجال النجاشي :
(۲) رجال النجاشي : ۷٫۱۱