وفي اليوم الثالث ذهب جميع النفخ وانقطعت الحمى .. فأخبر صهرنا هاتفياً سماحة الوالد فأمره أن يذبح شاتين ويوزيع لحمها على الفقراء ومراجعة الدكتور سندرسن في بغداد ، فذهبنا إليه ، فعجب من شفائي وأمر على نفقته تكرار الأشعة ، وكانت النتيجة شفائي التام ، فسأل من صهرنا : ما فعلتم بحيث عوفي المريض؟! فنقل له ما وقع. قال : هذا أمر محال أن يشافَى بوصفة المرأة ، وحينئذ ذكر له أن لنا أئمّة معصومين ـ وهم من أقرب عباد الله إليه تعالى ولا يردّ الله سبحانه وتعالى لهم طلباً ـ وقد توسل أبوه إليهم. قال الدكتور : هذا هو الصحيح ، لأنّ علم الطب عاجز عن شفائه ، وليس شفاؤه إلاّ من الله تعالى. هذا ما جرى وأنا دون الثامنة من سني.
* وكتب لي ـ أبقاه الله ـ أيضاً :
كان قدّس الله سرّه الشريف عند تدريسه الفقه خارجاً .. فبعد أن تجتمع جماعة من التلامذة يرقى المنبر ويلقي عليهم حديثاً أخلاقياً من طريق أهل بيت العصمة والطهارة ويشرح الحديث شرحاً إجمالياً ، ثمّ تُقرأ تعزية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ويستوعب ذلك غايته ربع ساعة ، وفي هذه المدّة يحضر أغلب التلامذة وعندها يشرع بالدرس بقوله : انتهى الكلام بنا إلى المقطع الفلاني من المسألة.
* * *
* حكي عن الفقيد السعيد الشيخ ميرزا كاظم التبريزي قدّس سرّه (١) ـ ما ترجمته : إنّه قال : يروى أنّ الشيخ عبدالله المامقاني طاب رمسه طرح في بحثه : هل يجب ارشاد الجاهل أم لا؟ فاعترض عليه بعض طلابه بعدم وجود
__________________
(١) سيناه معرفت : ٢٠٦ ـ ٢٠٧.