وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ) (١) .
وقال في بني إسرائيل : ( وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) (٢) .
وقال سبحانه : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) (٣) .
وقال : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) (٤) .
وقال : ( وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) (٥) .
وقال : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (٦) .
وصراحة الجميع في كون الاختلاف غير محمود ، بل مذموماً ، باطلاً ، متضمّناً لخلاف حكم اللّه ظاهرة .
وبالجملة : دلالة الآيات واضحة ، وستأتي في الفصول الآتية شواهدها أيضاً ، بل أصل وقوع الاختلاف ممّا لا كلام فيه ، وإنّما المراد بيان ذمّه وضلالته وبطلان منشئه ، وكونه منبع الفتنة والفساد ؛ ولهذا جعلنا الفصول الآتية كالشرح لهذا ، وذكرنا في كلّ واحد ما ينفع للآخر أيضاً ، بحيث كأنّ الجميع فصل واحد ، وبسطنا الكلام في الفصل الثاني لما هو ظاهر على المتأمّل ، فلنذكر هاهنا نبذاً ممّا لا بدّ من نقله والبقيّة في البواقي .
__________________
(١) سورة الزخرف ٤٣ : ٦٣ .
(٢) سورة الجاثية ٤٥ : ١٧ .
(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٩ .
(٤) سورة البيّنة ٩٨ : ٤ .
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٧٦ .
(٦) سورة النساء ٤ : ٨٢ .