أنّه مرّ في ضمن نقل الأخبار رواية عن عمر وغيره في المعارضة بالرأي يوم أبي جندل ، أي الحديبية ، فتذكّر .
لكن ما دام كان النبيّ صلىاللهعليهوآله في صحّته وشوكته ، لم يقدر أحد على صريح المخالفة ، وكان المرجع إلى أمره ولو على رغم أنف بعضهم ؛ ولهذا لم يؤثّر يومئذٍ خلاف ولا اختلاف ، ولا ترتّب عليه فساد في الدين ، ولا ضرر على المسلمين .
نعم ، كان مبدأ ظهور تأثير ضرر المجادلة بالآراء ، والاختلاف بالأهواء من زمن مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ حيث جسر بعض الناس حينئذٍ على المخالفة بآرائهم ، وتمشية مقتضى إرادتهم بأهوائهم ؛ لاشتغال النبيّ صلىاللهعليهوآله بما به من العلّة ، وفتور الناس مِن همّ ذلك عمّا كان بهم في إنفاذ أمره من الهمّة ، ثمّ زاد فزاد حتّى انتشر الفساد ، وكلٌّ من ذلك على نهج قياس إبليس وتلامذته ومنازعتهم في قبول الحقّ ومتابعته ، وبنحو الشُّبه المترتّبة على ذلك ، ولوازمه وأسبابه التي أصلها التكبّر عن الانقياد والحسد والعناد .
وها نحن نذكر هاهنا ـ على طبق نقل الشهرستاني وأمثاله ـ من مخالفات الصحابة المتّصفة بما ذكر بعضَ ما هو من أعظمها فساداً على طوائف المسلمين ، وأوفقها طباقاً بما مرّ صدوره عن إبليس وتلامذته الكفّار والمنافقين وفاقاً تماماً ، حتّى من الجهات الموجبة للفساد في الدين ، وإن تغافل هؤلاء عن ملاحظة ما يضرّهم هاهنا من وجوه الموافقة ، وبيان ما هو الحقّ المبين ، فاستمع لما يتلى عليك .
قال ( الشهرستاني : إنّ أوّل تنازع وقع في مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله ما رواه