وأقسام) (١) الضلالات ، مع أنّ عند القوم كان تمام إصلاح الناس في خلافة أبي بكر ، التي هي أساس ما ترى ، ولو من جهة اعتياد الناس منها على اختيارهم الخليفة والإمام من عندهم ، حتّى انجرّ إلى تسلّط يزيد وأمثاله الفجرة اللّئام ، وقمع أعلام العلماء الكرام ، فاتّخذ الناس حينئذٍ رؤساء جهّالاً ، فضلّوا وأضلّوا ، كما مرّ صريحاً في صحيح الحديث عن سيّد الأنام عليه وآله الصلاة والسلام .
ثمّ ممّا يؤكّد هذا الذي ذكرناه أنّه كان قصد النبيّ صلىاللهعليهوآله ما سيأتي في محلّه مفصّلاً من كتاب «تاريخ بغداد» المشهور ، عن ابن عبّاس أنّه قال ما خلاصته : إنّ عمر بن الخطّاب سأله يوماً في أوائل خلافته عن عليّ عليهالسلام ، وقال : أَبقي في نفسه شيء من الخلافة يزعم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله جعلها له ؟ فأجابه بقوله : فقلت له : نعم ، وغير ذلك أيضاً ، إنّي سمعت أبي يحكي تصديقه ، قال : وإنّ عمر لمّا سمع ذلك منه قال كلاماً فيه تصديق أيضاً ، حتّى أنّه قال صريحاً : أراد ـ يعني النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ في مرضه أن يصرّح بإسمه فمنعت [من ذلك (٢) ] اشفاقاً (٣) على الإسلام ، وعلم النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك (٤) . وسيأتي أيضاً بعض المؤيّدات من الروايات .
فافهم ما ذكرناه في هذا المقام في شرح الحديث المذكور بالتمام ، حتّى يظهر لك ـ مع ما ظهر ـ ركاكة تأويلات نتجت من خطوات شياطين المخالفين في هذا المقام ، وسخافة تسويلات نسجت عليها تخيّلات أتباع
__________________
(١) من ص ١٢٧ هامش (١) إلى هنا بياض في «ن» .
(٢) ما بين المعقوفين من المصدر .
(٣) في «ن» شفقة .
(٤) حكاه عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٢ : ٢٠ ـ ٢١ .