الأحكام الإلهيّة (والمسائل الدينيّة) (١) ، ووقعوا بذلك (٢) في تيه الاختلاف .
فمن قبيل : الغريق يتشبّث بكلّ حشيش ، تشبّثوا لتجويز الاختلاف بخبر ضعيف السند عندهم ، ومع هذا لا يشفي عليلاً ولا يروي غليلاً ، وهو ما رواه البيهقي في كتاب المدخل ، وكذا الديلمي في مسنده بإسنادٍ فيه جويبر (٣) ، عن الضحّاك (٤) ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مهما اُوتيتُم من كتاب اللّه فالعمل به لا عذرَ لأحد في تركه ، فإن لم يكن في كتاب اللّه فسنّةٌ منّي ماضية ، فإن لم يكن سنّةٌ منّي فما قال أصحابي لكم ، إنّ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء ، فأيّما أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة» (٥) .
وقد صرّحوا بأنّ جويبراً ضعيف جدّاً ، وأنّ الضحّاك عن ابن عبّاس
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٢) في «ش» (في ذلك) بدل (بذلك) .
(٣) هو جويبر بن سعيد الأزدي البلخي ، يكنّى أبا القاسم ، ويقال : اسمه جابر ، وجويبر لقبه ، روى عن أنس بن مالك ، والضحّاك بن مزاحم ، وأبي صالح السمّان ، وغيرهم ، مات سنة ١٤٠ ـ ١٥٠ هـ .
انظر : الكامل في ضعفاء الرجال ٢ : ٥٤٤ ، ميزان الاعتدال ١ : ٤٢٧ /١٥٩٣ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٠٦ /٢٠٠ ، تقريب التهذيب ١ : ١٣٦ / ١٣١ .
(٤) الضحّاك بن مزاحم الهلالي الخراساني ، يكنّى أبا القاسم ، هو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة رهط زينب زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكان يقيم ببلخ ومرو ، وكان أيضاً ببخارى وسمرقند ، كان يعلّم الصبيان احتساباً ، وحملته اُمّه سنتين ، له كتب منها : التفسير الكبير والصغير ، مات سنة ١٠٢ هـ ببلخ .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ١٠٥ / ٥٨٣٢ ، قاموس الرجال ٥ : ٥٣٧ / ٣٧١٦ ، المعارف لابن قتيبة : ٤٥٧ ، الكامل في الضعفاء ٤ : ١٤١٤ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٣٢٥ / ٣٩٤٢ تهذيب التهذيب ٤ : ٣٩٧ / ٧٩٤ .
(٥) فردوس الأخبار ٤ : ٤٤٧ / ٦٧٩٩ ، وحكاه عنهما وعن غيرهما السخاوي في المقاصد الحسنة : ٤٦ والسيوطي في جامع الأحاديث ٧ : ٤٢٥ / ٢٣٤٠٩ .